السلام عليكم و رحمة الله،
هذا بحث أعده الشيخ الدكتور أحمد بن أحمد بن معمّر بن الْعَرَبِي شرشـال، عن مشروع "المصحف الإمام".
هذه بعض الإقتباسات من بحثه لفهم موضوعه:
(...هذه المصاحف المتعددة المختلفة تنذْر بضياع قواعد الرسم العثماني وبالحروف العربية، فهذا الاختلاف والتعدد والأنواع دون التزام بما كان عليه سلف هذه الأمة شبيه بما حدث في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه حتى أمر باستنساخ مصاحف أمهات، وبإتلاف ما عداها، فنحن نكاد أن نقع فيما أنكره الخليفة الراشد أو أشد منه.)
(وهذه المخالفات والوجوه ضعيفة ليست وليدة الساعة، وإنما هي قديمة، وتوسّع فيها المتأخرون، واستمرت وانتشرت حتى صار المنكر لها متهماً لشيوعها بين الناس.
فهذا أبو عمرو الداني يقول: " كما يفعل ذلك قوم من جهلة النقاط، وأغبياء المعلمين " ثم قال: " وهذه المذاهب الفاسدة لا تصح عند التحقيق" ... " وإذا فسدت هذه المذاهب الثلاثة بالوجوه التي بيناها صحّ المذهب الأول "، وهذه المذاهب التي جعلها الداني فاسدة موجودة، والعمل بها جار ، ومستمر.
وقال أبو داود : " كما يفعله كثير من الجهلة ممن ينتحل كتابة المصحف من أهل عصرنا بغير علم، ولا تعلم من عالم معروف مشهور بالرّواية وعلم الكتابة "، وهذا واقع ومعمول به.
أما الشيخ حسين بن علي الرجراجي ت 899 ضاق ذرعاً بالمصاحف الموجودة في عصره، فأسقط الاحتجاج بها في باب الرسم لمخالفتها لقواعده فقال : " إذ لا حجة بالمصاحف الموجودة بين أيدينا اليوم، وإنما الحجة بالمصاحف القديمة التي كتبها الصحابة رضي الله عنهم، وهي التي اطلع عليها أبو عمرو الداني وأبو داود وغيرهما من الشيوخ المقتدى بهم في هذا الشأن ".
وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي في ردّه على من أثبت الألف في الكلمة التي فيها قراءات : " فظهر بهذا فساد ما جرى به العمل في أرض المغرب من إثباته – الألف – فذلك باطل لا أصل له " ثم قال: " كذلك جرى عمل أهل المشرق، بل لهم في الرّسم فساد وتخليط لا يرضى به ذو دين ".
ولقد وقع مثل هذا الذي أنكره هؤلاء الأئمة وغيره في المصاحف وأشد منه، وأكثر مخالفة لما عليه علماء الرسم والضبط كما سيتبين في موضوعه.
ومن هذا المنطلق عقدت العزم على تصحيح هذه المخالفات التي نص عليها العلماء، وأخليه من جميع الوجوه الضعيفة التي نبهوا عليها. ولا أزيد على ذلك أبداً.)
وأنا أيضا لن أزيد..سيجد الأخوة و الأخوات (إن شاء الله) من الفوائد الجليلة و التنبيهات الهامة التي تستدعي من علماء المسلمين و طلبة العلم، اليقظة و الإهتمام بكافة بعلوم القرءان و منها الرسم و الضبط، و أن تنفر منهم طائفة قوية عليمة لذلك، فلا نجتهد كلنا في مجال واحد حيث الكثرة و الكفاية، و تبقى باقي الثغور مكشوفة.