
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. العدوى
ما خطورة ما ادعاه بعض المستشرقين من أن القراءات القرآنية نشأت من هوى القراء حيث قرؤوا بما يحتمله رسم المصحف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وما الرد العلمي الدقيق على ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
استاذنا الدكتور العدوي
شكرا لسؤالاتكم التي تثري البحث
وإننا ما زلنا ننتظر مداخلات شيوخنا الافاضل اهل التخصص وعلماء شبكتنا الكرام
ثم تعليقكم فمن يطرح هكذا سؤال ففي جعبته الرد المفصل عليه
ومداخلة هي فقط اثراء للموضوع
فان هذه الشبهة قد أثارها والله أعلم المستشرق اليهودي المجري جولد زيهر
والذي يحاول في شبهته هذه اخراج القراءات القرانية من كونها وحيا إلاهيا موحى بها الى نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
الى انها من القراء متبعين او ساعدهم على هذا كون المصحف في تلك الآونة غير منقوط ولا مشكول
الرد على الشبهة:
لقد حظي كتاب الله العزيز بعناية منقطعة النظير، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته. ومن الحقائق الراسخة رسوخ الجبال أن طريق تَلَقِّى القرآن كان هو السماع الصوتي.
- سماع صوتي من جبريل لمحمد عليهما السلام.
- وسماع صوتي من الرسول إلى كتبة الوحي أولاً وإلى المسلمين عامة.
- وسماع صوتي من كتبة الوحي إلى الذين سمعوه منهم من عامة المسلمين.
- وسماع صوتي حتى الآن من حفظة القرآن المتقنين إلى من يتعلمونه منهم من أفراد المسلمين.
فمنذ بدأ القرآن ينزل إلى هذه اللحظة وإلى يوم الدين ، فان تلقيه من مرسِل إلى مستقبل.
وليست كتابة القرآن في مصاحف هي الأصل ، ولن تكون.
القرآن يجب أن يُسمع منطوقا قبل أن يقرأ من المصحف
وهذه الخصيصة التي خص الله تعالى بها هذه الامة (امة القرآن)
ولذلك فان المعتبر في تعلمه تلقيه عن شيخ متقن ضابط أخذ عمن قبله بالتلقي والمشافهة
اضافة الى ان في القران كلمات لا يتوصل إلى نطقها الصحيح من مجرد القراءة في المصحف وهذه تحتاج الى التلقي من افواه المتقنين بالمشافهة
فالمسلمين من جيل الصحابة ومن تبعهم بإحسان لم يتعلموا القرآن عن طريق الخط العربي من القراءة في المصاحف ، وإنما تعلموه سماعًا ملفوظًا كما خرج من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم قيض الله لكتابه شيوخًا أجلاء حفظوه وتلوه غضّا طريّا كما كان صاحب الرسالة يحفظه ويتلوه كما سمعه من جبريل أمين الوحي.
وبعد: فإن إرجاع القراءات القرآنية لما يحتمله رسم المصحف الذي كان في أول أمره خاليًا من النقط والشكل ، كما توهم " جولد زيهر " ومن بعده " آثر جيفري " في المقدمة التي كتبها لكتاب المصاحف ، لأبى داود السجستانى ، وتابعهما المستشرق " جان بيرك " ، إن هذه النظرية مجرد وَهْم سانده مبدأه ومنتهاه الحقد على الإسلام والتطاول على القرآن .
والله تعالى أعلى وأعلم